Thursday 22 March 2012

مالذي يحدث في شوارعنا ياترى؟؟؟؟




بقلم/ أحمد نضال

مالذي يحدث في شوارعنا يا ترى ؟ هل نحن مطلعون على تلك التفاصيل التي تقشعر لها الأبدان عند سماعها؟ هل يوجد شئ مثل هذه القصص في شوارعنا ؟ يا ترى ما سبب الأنحطاط الأخلاقي الذي وصلنا أليه؟ وماهو الدافع لممارسة أفعال مشينة كهذه ؟ اهم من ذلك كله هل أصبح التحرش الجنسي ظاهرة في مجتمعنا؟ أم هو عمل يقوم به مجموعة من الأفراد القلائل؟

كل هذه أسئلة تطرح لتوضح حجم الأنحطاط الذي يعصف بمجتمعنا في هذه الأيام.
أولا: ماهو التحرش الجنسي ؟ 
بحسب موقع وكبيديا الموسوعة الحرة فأن التحرش الجنسي : هو أي مُضايقة، تحرش أو فعل غير مرحب به من النوع الجنسي. يتضمن مجموعة من الأفعال من الانتهاكات البسيطة إلى المضايقات الجادة التي من الممكن أن تتضمن التلفظ بتلميحات جنسية أو إباحية، وصولا إلى النشاطات الجنسية، ويعتبر التحرش الجنسي فعلا مشينآ بكل المقاييس.التحرش الجنسي يعتبر شكل من أشكال التفرقة العنصرية الغير شرعية، وهو شكل من أشكال الإيذاء الجسدي (الجنسي والنفسي) والإستئساد على الغير.

ثانيا: ماهي الأسباب الدافعة للتحرش الجنسي ؟

بأعطائنا الأسباب لهذه الظاهرة , فأننا نعطي مبررات لعمل لا مبرر له. حقيقة الأمر ان أستخدام لفظ أسباب يعتبر مشينا بحد ذاته مبررا لأعمال تخالف الطبيعة الأنسانية والروحية للأنسان. ولكن بأمكاننا تغيير لفظ كلمة أسباب وتحويلها الى ( دوافع ).

قبل ان نسترسل في موضوع الدوافع للتحرش الجنسي, يجب ان نتكلم عن طبيعة الأنسان التي خلق عليها. أن للأنسان طبيعتان الأولى حيوانية والثانية أنسانية روحية. 

الطبيعة الحيوانية وهي متمثلة في القوة الجامحه الحساسة التي تتحقق من تركيب العناصر وأمتزاجها وعندما ينحل هذا التركيب تفنى وتنمحي هذه الطبيعة. هذه الطبيعة تتطلب الماء والهواء والغذاء لتعيش. كما أن لها متطلبات جسدية أخرى لتحقق الأستمرارية والتكاثر للجنس البشري. 
الطبيعة الأنسانية الروحانية وهي التي يمتاز بها الأنسان عن غيره من سائر الخلق. هي تلك الطبيعة القادرة على كشف حقائق الأشياء والموجودات. أنها كالمرآه  مهما تكن صافية لطيفة شفافة فأنها محتاجة الى انوار الهداية الألهية. هذه الطبيعة هي التي تحدد وتتحكم بالطبيعة الحيوانية.

سبب التطرق الى موضوع الطبيعة الأنسانية التي خلقنا الله تعالى عليها هو حاجتنا الى فهم كيفية التعامل مع الأنسان بتركيبه الروحاني والحيواني. أن طغيان الجانب الحيواني على الروحاني لهو بأختصار يوضح لنا ماهو حاصل في مجتمعنا ولعل التحرش الجنسي أصبح نتيجة يدفعها الجميع بسبب طغيان الطبيعة الحيوانية على الأنسان.

ولعل هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى طغيان الجانب الحيواني على الجانب الروحي للأنسان أسباب تتلخص في عدة نقاط جوهرية يمكن ملاحظتها في مجتمعنا.
* ان  ضعف التربية هي احد أهم الأسباب التي أدت إلى أنتشار ظاهرة التحرش الجنسي في شوارعنا. مفهوم التربية في اليمن أصبح قائما على التعليم الذي يتلقاه الفرد في المدرسة مع العلم أن المدارس في وقتنا أصبحت منشآت للتجهيل لا للتعليم والتربية.
* ان الكبت الذي يعاني منه المجتمع لهو أحد أهم الدوافع التي تؤدي بالشباب إلى تفريغ طاقاتهم بصورة تنافي الطبيعة الروحانية والحيوانية للأنسان. هذا الكبت أدى إلى تصوير المرأة على أنها مخلوق جنسي لا شريك في الحياة. هذا الكبت أصبح يظهر تدريجيا في شوارعنا ولهو يعبر عن الصورة التي يفهمها بعض الشباب لكيفية التعامل مع المرأة.
* الثقافة السائدة التي تشجب المرأة بصور متعددة ومختلفة , تلك الثقافة التي تصور المرأة على أنها عار مكانها البيت تتحكم بها الفلسفة الذكورية السائدة في المجتمع.
* النظرة السائدة المتمثلة في ضرورة السكوت والتستر في حالة التعرض لهكذا تحرشات.
* ولعل اخر الدوافع التي لا تنتهي هي عدم وجود قانون رادع لهكذا أعمال. 

ماهي التأثيرات الناتجة عن هذه الظاهرة ؟
أن القيام بأعمال وتحرشات جنسية لهو أمر بشع ولكن النتائج التي تبرز من تلك الأفعال فهي أمر أبشع بكثير. كما تختلف درجات التأثر بالتحرش الجنسي بحسب المجتمع والعمر حيث لوحظ تراجع في الأداء المدرسي للذين يتعرضون للتحرش وهم في المرحلة المدرسية.
* أن من يتعرض للتحرش الجنسي يصاب بالقلق والأرتياب بشكل غير منتظم وفي حالات قصوى قد يصل الموضوع الى نوبات وتشنجات جسدية للضحية.
* الشك وفقدان الثقة والمحبة تجاه الأخرين.
* ترك العمل خوفا من تفاقم التحرش.
* الأضطرابات الجسدية كالشغور بالغثيان والتقيؤ.
* أظطرابات وكوابيس أثناء النوم.
* العزوف عن الزواج والخوف من العلاقة الحميمية حتى بعد الزواج.
ولكن أبشع مافي الأمر والذي تم تسجيله وتوثيقه في الكثير من الدراسات العلمية هو ان ضحايا التحرش الجنسي خصوصا الرجال منهم يميلون كثيرا نحو ممارسة نفس هذه الأفعال في المستقبل نحو أناس أخرين. والبعض الاخر منهم يميل الى عمل علاقات مثلية الجنس.

ماهو الحل؟ 

أن التكلم عن هذه النقطة هو النقطة المفصلية المطلوبة خصوصا في اليمن. ولعل معالجة ظاهرية متمثلة في عمل قانون يحد من التحرش الجنسي تعتبر بادرة طيبة ولكنها لا تعالج أساس المشكلة والمتمثلة في طغيان الجانب الحيواني على الروحاني. 
أن ما يجب القيام به هو عملية طويلة الأمد تستهدف الجانب الروحي للأنسان. عملية تكسب الأنسان القدرة على تفعيل الطبيعة الروحانية لا تلقينها. عملية تساعد في تعليم الأنسان التمييز ما بين الخطأ والصواب. عملية لا تعترف بمفهوم " انا ضحية " انما يقوم من تعرض لها بالوقوف ضدها والحد من أثارها. 

أن القيام بمثل هذه العملية يتطلب عدة أمور فعلية عملية لتتكون النواة الأولية للقضاء على هذه الظاهرة ولعل هذه العملية مرتبطة بصناع القرار لكنها لا تعتمد عليه بشكل كلي. ويمكن تلخيص هذه النقاط على الشكل التالي : 

* ضرورة عمل توعية بأضرار التحرش الجنسي على مستوى واسع النقاط.
* تفعيل دور المرأة في المجتمع وكسر حاجز العادات والتقاليد السائد ولعل هذه النقطة تعتبر تحدي كبير بالنسبة للمجتمع.
* ضرورة التعليم الأجباري للجميع حتى الوصول الى الجامعة.
* الجمع ما بين الجنسين في أعمال خدمية للمجتمع عن طريق حملات او مبادرات شبابية هادفة.
* التركيز على فئات الشباب الناشئ 12 – 15 سنة لحساسية هذه الفترة العمرية التي تعتبر مفصلية في الكثير من الأحيان عن طريق برامج توعوية وبرامج تنمية.
* تفعيل الجانب الأمني في الشوارع وعمل لجان رقابية لهذه المرافق الأمنية.
* ترسيخ ماهية الأنسان التي خلقنا الله عليها المتمثلة في الجانبين الروحاني والحيواني.
* توخي الحذر من الجنسين خصوصا الأنثى والأبتعاد عن الأماكن التي ينتشر فيها التحرش.


في النهاية , يجب ان ينظر إلى الجنسين على انهما جناحين لطير واحد لتقوم به الحضارة الأنسانية اذا فقد أحدهما فأن الطير لن يستطيع النهوض. أن اليمن بحاجة ماسة لتكاتف جهود الجنسين لبناء هذا البلد الكريم ولعل الشعور بالمحبة تجاه هذا البلد هو الدافع الرئيسي والسبب القائم الذي يدفع الجميع لبناء جيل جديد قادر على مواجهة اي تحديات مستجدة في المجتمع.




No comments:

Post a Comment

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...