بقلم/ غيداء العبسي
أول مرة تعرضت فيها للتحرش الجنسي كنت في صف خامس ابتدائي عمري لم يتجاوز التسع سنوات انذاك وفي طريق عودتي انا ووالدي من الحصبه في الباص العام وبينما كنت احلم انه عندما اكبر ويكون عندي فلوس كثير سوفا اشتري كراتين شوكلاته فجأة شعرت بشئ يدغدغني اسفل ظهري. طبعاً كنت على يقين انه قد يكون صرصور او حشره ولم اتحرك من مكاني ولم اصرخ او اكلم والدي الجالس بجانبي فلم اكن احب ان ينظر الي والدي بأني جبانه واخاف من اشياء بسيطه مثل الحشرات. تحملت الدغدغه بمل لا يقل عن عشر دقائق إلى ان وصلنا عندها اكتشفت الفاجعه التي جعلتني اشعر لأيام عديده بالخوف والكره لجميع الرجال عدا والدي.
الخوف الذي شعرت فيه في تلك اللحظه كان شعور لم اختبره من قبل بتلك القسوه وللأسف لم اكلم والدي ولم اجعله يشعر بذلك لم اكن اعرف ماذا افعل. خرجت من الباص مصدومه كما لو اني قابلت احد الجن التي كانت جدتي رحمة الله عليها تتحدث عنهم دائماً بأنهم يدخلون داخل الأنسان ويكرهون سماع القرأن وعن الأشياء المرعبه التي يقومون بها. حقيقة ادركت في سن مبكره جداً ان الجني الحقيقي هو الأنسان او بمعنى اصح ذلك الرجل الذي تحرش فيني في الباص.
افكر احياناً وإلى الأن عن عدد النساء والفتيات اللواتي تحرش فيهن ذلك الرجل؟ عن عدد الفتيات او الأطفال الذين اغتصبهم؟ إلى متى سنظل صامتين ونترك هؤلاء المتحرشين يغزون احلام الأطفال ويحطمون ثقة النساء بأنفسهن وبالرجال؟
مقال اكثر من رائع. كلمات قليلة تعبر عن الكثير. رغم ايجازها لكن الالم الذي نقلته له كثيررررر. اتمنى لو يتم ترجمتها الي الانجليزية
ReplyDeleteمتى سنقول كفى و نناصر المظلوم و نضع حداً للمعتدي!
ReplyDelete