Tuesday 27 March 2012

أين أنت يا شيطان؟


بقلم/ نبيل أحمد الخضر

كنت ومازلت أنظر إلى قضية التحرش من كأولوية قصوى بعد فهمي لطريقة فهم الرجل للمرأة و البحث الدائم عن الشيطان في العلاقة ما لبين الرجل و الأنثى . كان من بين الكتب التي حفزتني لمثل هذا المشروع هو كتاب ( أزمة الشيطان الثالث ) والتي أستعرض فيها كاتب شاب هو صدام مطيع تلك النظرة للرجل والمرأة في المجتمعات والتي تؤكد أن ما إجتمع رجل وإمرأة إلا ثالثهما الشيطان ساعتها فكرت هل فعلا يكون ثالثهما الشيطان أم أنه يكون هناك بعيدا ومشغولا ويستدعونه هم ( أين أنت يا شيطان؟ ) ليتم تبرير سلوك الرجل و رغبته الدائمة بالسيطرة على المرأة ورغبته الدائمة في جعل المرأة تعيش حاله الاستنفار من وجود رجل على مقربة منها .

 وكانت هذه القصة من القصص التي دفعتني إلى أن أناقش في هذا المشروع وهذا الإصدار وتلك اللوحات النظرة المعيبة للمرأة و إهتمامى بهذا الموضوع بشكل كبير في الآونة الأخيرة .

يحكى أنه كان هناك بنت طالعة في رحلة مع فريق كبير ، لسبب ما الفريق نسيها و رجع و المكان اللي كانت فيه كان عبارة عن غابة نادرا ما تلاقي أحد ساكن فيها لكنها وجدت بيت لشاب "عابد" ، أختار هذا المكان ليتعبد فيه بعيدا عن الناس ، وطلبت منه يساعدها فدعاها للمبيت للصبح ، لكنها قضت الليلة كلها مرعوبة و هي تنظر إلية يحرق أصابعه على لهب شمعة و بعد ما رجعت البنت لأبوها و حكت له أراد الأب أن يتعرف ليه الشاب "العابد" . وذهب الأب إلى العابد و سأله ، فجاوبه إن "الشيطان" كان طول الليل يوسوس له بأنه يرتكب السوء مع إبنته و كل ما كان يوسوس له الشيطان كان يحرق أصبع من أصابعه حتى يشغله الألم عن السماع للشيطان ،قرر الاب أن يتزوج العابد إبنته .كأن المبدأ هو إنه يغتصبها ، و الاستثناء إنه ما لم يغتصبها ، هل من الطبيعي إن أزوج إبنتي لواحد فكر إنه يغتصبها في ليلة واحدة 10 مرات !!!!

هذه هي النظرة التي ينظر بها المجتمع إلى المرأة وينظر بها الرجل إلى المرأة وينظر بها الأب إلى المرأة أو الابنة ... إن هذه الغرابة في الفهم و الغرابة في التعامل مع المرأة في الشارع والبيت والمدرسة وفى كل مكان حتى في حكايات الجدات وفى حكايات الشات كلها بدون استثناء تقول أن هناك مفاهيم يجب أن تتغير وأن هناك افكار مسبقة يجب أن تتغير وهذا الكتاب وكل الأنشطة في المشروع جاءت لتدق حجر الأساس للتغيير في علاقة الرجل بالمرأة إلى علاقة يسودها الود والاحترام وعدم النظرة المسبقة الغارقة في التفكير الجنسى .

No comments:

Post a Comment

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...